14 آذار تتسلل إلى غزة
د.نسيب حطيط
اعترفت 14 آذار (نكاية) بالمقاومة في لبنان بانتصار غزة ، بينما لم تعترف بانتصار المقاومة العام 2006 ولكننا سررنا بأن 14 آذار قد آمنت أخيرا أن سلاح المقاومة المولود (ايرانيا) و(المنقول) لبنانيا وسوريا ، والذي أطلقه الفلسطينيون على تل أبيب يستطيع أن يحقق انتصارات لم تحققها (اتفاقيات السلام).
كانت الضاحية الجنوبية العام 2006 بعيدة جدا عن 14 آذار ولم تستطع الوصول اليها لمباركة المقاومة والتعزية بشهدائها ، وكذلك كان الجنوب في العام 1996(مجزرة قانا) والعام 2000 عام التحرير والعام 2006 عام الانتصار.
لقد أعلنت 14 آذار موقفها من الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، وأنها مع سلاح المقاومة الذي انتصر في غزة ، هذا اذا كانت زيارتهم صادقة ، واذا بقيت 14 آذار على موقفها الرافض للمقاومة وسلاحها وثقافتها فان زيارتها لغزة تعني اعلان تحالف ( 14 آذار – حماس) للاستعانة بالقوة الفلسطينية التي يديرها مشعل من قطر في الخلافات اللبنانية ، طالما أن التهدئة مدفوعة الثمن طويلة في غزة لتستطيع (حماس – مشعل) أن تتفرغ لمساعدة المسلحين في سورية، وأن (تؤجر) مقاتليها في لبنان الى 14 آذار.
لقد بدأت 14 آذار بتركيب تحالف ثلاثي القوائم ( 14 آذار – حماس مشعل – الجيش السوري الحر) لتنضم الى محور الربيع الخليجي الذي يؤمن الوصول الى السلطة ، وبهذا التحالف تستطيع ( 14 آذار) وبالمال القطري والسعودي أن تحقق أهدافها على الساحة اللبنانية وفق التالي:
- تأمين قوة عسكرية من المخيمات الفلسطينية بخاصة (حماس – مشعل) بقيادة قطرية بعدما (طلق) مشعل السعودية ودخل الأردن برفقة نجل أمير قطر تحضيرا لاستلام السلطة من نافذة الاخوان المسلمين لاقامة الوطن البديل الذي تسعى اليه قطر بتكليف أميركي – اسرائيلي.
ـ تأمين قوة عسكرية من السوريين المؤيدين للمعارضة السورية
- شراء الانتخابات النيابية القادمة عبر الاستدعاءات السعودية لبعض السياسيين (الحياديين) لتأمين الفوز ، واستعادة السلطة لأن السعودية فقدت كل الساحات العربية بعدما صادرها الاخوان المسلمون ،وارتبطوا سياسيا وأمنيا بتركيا وقطر.
الظاهر أن حماس ستحرر (القدس) بتحالفها مع 14 آذار بخاصة القوات اللبنانية من جوار السفارات الاسرائيلية في قطر ومصر والأردن.
المشكلة مع الاخوة الفلسطينيين أنهم سيستيقظون يوما ولن يجدوا حليفا أو حاضنة عربية فهم لم ينزلوا بلدا الا وتقاتلوا معه، بدؤوا في الأردن العام 1970 ،وقاتلوا في لبنان العام 1975 ، وعزلهم العرب بعدما انحازوا الى صدام بعد غزوه للكويت التي تنكروا لشعبها وحكومتها التي قدمت لهم كل الدعم وتركوها لحظة الغزو ، وفي سورية التي أعطتهم كل ما تملك ، فصارت حماس (ديمقراطية) بخاصة بعدما تنازعت مع فتح ، وقسمت الفلسطينيين تحت الاحتلال، وظنت نفسها دولة عظمى على مساحة 360 كلم حدودها المعابر المقفلة مصريا واسرائيليا.
نداؤنا للاخوة الفلسطينيين أن يستيقظوا من غفوتهم ، وألا يبيعوا أصدقاءهم وحلفاءهم الحقيقيين وألا يناموا في حضن الذئاب العربية والتركية ، حتى لا تضيع فلسطين ثانية ، وستستمر المقاومة لتحرير فلسطين ففيها القدس أولى القبلتين وفيها كنيسة القيامة وهذه ليست مقدسات فلسطينية بل مقدسات اسلامية ومسيحية ولا ولاية لمسؤول فلسطيني أو عربي أن يبيعها بثمن بخس يساوي صداقة (تسبني ليفني) على طريقتها في بناء دولة اسرائيل.
د.نسيب حطيط